وقد بين سبحانه وتعالى أن الأخسرين أعمالا هم الكافرون ، ذكر في ضمن البيان الحكيم سبب خسرانهم ، فقال عز من قائل:
{ قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا 103 الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا 104} .
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والاستفهام للتقرير ، فكأنهم سئلوا فأجابوا مقررين بأنهم ( الأخسرين أعمالا ) ، والأخسرون جمع أخسر ، وهو أفعل تفضيل ، يراد به الذين بلغوا من الخسران أقصاه ، فلا خسارة فوق خسارتهم ، أو أنهم بالنسبة للمؤمنين أكثر خسارة لأن المؤمنين إن خسروا في الدنيا متاعها ، فأولئك خسروا ما هو أعظم وهو متاع الآخرة ، وكان في ذلك موازنة بين حال المؤمنين وحال الكافرين ، فالمؤمنين وإن كانوا قد فقدوا بعض متاع الدنيا ففي مقابل ذلك فقد الكافرون متاع الآخرة فكانوا الأخسرين حقا وصدقا ، وخسارة المؤمنين لا تذكر بجواز خسارتهم .