قصص أنبياء من أولاد يعقوب كانوا بعد موسى
{ وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين} .
"الواو"وصلة الأخبار في قصص النبيين ، و"داود"منصوب بفعل محذوف تقديره "ذكر"، والمخاطب النبي صلى الله عليه وسلم تسوية له في الشدائد والكروب التي كان فيها وهي تسرية فيها أخبار جدية تبين أحكاما لنظام الحق وإدراكه ، فهي ليست تسرية بلهو ، بل هي أخبار فيها طرافة ، وفيها تنبيه لتنظيم العدالة والتفكير .
{ إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم} ،{ إذ} الأولى تتعلق بالفعل المحذوف "اذكر"، و{ إذ} الثانية متعلقة ب{ يحكمان} ،{ الحرث}:الأرض المزروعة ، سميت بمصدر حرث يحرث وهو قلب الأرض ، ويطلق "الحرث"على الأرض المحروثة وعلى الزرع نفسه ، و{ نفشت فيه غنم القوم} أي انتشرت فيه الغنم فأتلفته ، وأصبح غير ذي قيمة ، وقد تحاكم الخصمان صاحب الحرث وصاحب الغنم إلى داود عليه السلام .
وجاءت الروايات بأن داود عليه السلام حكم بأن يأخذ صاحب الحرث الغنم في مقابل ما أتلفت الغنم من الحرث ، وكانت القيمتان متقاربتين .
ولكن سليمان – عليه السلام – رأى أن خيرا من هذا أن يأخذ صاحب الحرث الغنم تدر عليه لبنها ويستولي على منافعها ، ويأخذ الآخر الأرض يحرثها ، وكأن أجرة الأرض تكون هي منافع الغنم وردها .