ولقد أكد سبحانه إحاطة علمه فقال تعالى:
{ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور 76} .
{ ما بين أيديهم} وهو الحاضر المهيأ ، وسمي بين أيديهم ، لأنه أمامهم ، فشبه علم حاضر بما يكون مهيأ معدا ،{ وما خلفهم} الخلف يطلق على ما هو خلف الإنسان وهو ضد القُدّام ، فهو يطلق على الماضي والقابل ، وهو الذي يخلفه من بعده ، ولعله من الخلافة ، وقد فسر بالقابل الذي لم يقع ، ويكون المعنى يعلم حاضرهم ، وقابلهم الذي يخلف ذلك الحاضر والضمير في قوله تعالى:{ ما بين أيديهم وما خلفهم} ، قيل:يعود إلى الرسل ، والظاهر أنه يعود إلى الذين يبلغهم الرسل فالضمير يعود إلى كل الناس ، ولذا عقب الآية بقوله:{ وإلى الله ترجع الأمور} ، أي أن الأمور كلها ترجع إليه وحده يوم القيامة ، ليحاسب كل نفس بما كسبت ، وتجد كل نفس ما عملت محضرا ، من خير أو من شر ، ويكون له وحده الجزاء ، وفي تقديم الجار والمجرور بيان أن المرجع إليه وحده ، وله وحده الحساب ، وهو بكل شيء عليم .