وإن الناس هم الذين يفسدون الناس ، ويخلقون في الأرض أجواء فاسدة ، وأولئك هم المسرفون ، ولذا قال بعد هذا{ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ} .
والمسرفون هم الذين يخرجون بطبيعتهم البشرية عن حد الاعتدال ، إلى حد الإسراف ، فيسرفون في شهواتهم حتى يصيروا عبيدا للشهوات ، ويسرفون في أوهامهم ، فيحسبون ما تدفع إليه الأوهام حقيقة ، وليست إلا وهما باطلا ، ويسرفون في طلب السلطان فلا يحسبون أنه لإقامة العدل والقسطاس المستقيم ، ويسرفون في القوة فلا يحسبونها لحماية الضعفاء ، بل يظنونها للإستعلاء والاستكبار عليهم ، وليجعلوهم عبيدا أذلاء .