{ فعقروها} أي نحروها ، وذلك لوسوسة الشيطان لهم ؛ ولأن النفس تحاول معرفة الغريب من الأشياء ، وهي مولعة بالغريب من الأمور ، ولقد كان وجودها بينهم فوق أنها دلالة النبوة ، ومعجزة النبي مثيرة لاستغرابهم ، وحملهم على الضبط ، فلما عقروها ، وقدروا خواصها{ فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ} على فعلتهم ، لما فاتهم من خيرها ، ولأنهم رأوا خواصها ، ولأنهم توقعوا العقاب الأليم بعدها ، ولذا قال تعالى فيهم:{ فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ} ، أي أن الندم استغرقهم ، وصار حالا دائمة لهم .
والعاقر بلا ريب بعضهم ، ولكنه برضاهم ، لأنهم لم ينهوه ، فنسب الفعل إليهم ، لأنهم لم يتناهوا عن هذا المنكر الذي نبهوا بالنهي عنه تنبيها شديدا وأنذروا بعذاب يوم عظيم .