{ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ( 184 )} .
الواو عاطفة ، أي خلقكم وخلق الجبلة الأولين ، والجبلة الجماعات المجبولة على سير وأخلاق سبقوا إليها ، سواء أكانت خيرا أم كانت شرا ، والسياق يقول اتقوا الله ، واملئوا قلوبكم بالخوف منه ، أنتم والذين سبقوكم ، وجبلوا على ما سلكوه واتبعوه ، والأمر بالتقوى لهم ، ولمن جبلوا عليه ، ليصادرهم في دعواهم ، إنهم يتبعون ما كان يعبد آباؤهم ، فالتقوى مطلوبة منكم ، وممن سبقوكم ، وإن كانوا يجأرون بالشرك فإنهم مطالبون بالتقوى كما تطالبون .
دعاوى واضحة في إقامة العدل في المعاملات الإنسانية التي تقوم عليها المعيشة ليستقيم أمر الناس في هذه الحياة العاملة الكادحة ، والتي يقرها أهل العقول جميعا ، ولكن قومه يقولون متمردين:
{ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ( 185 ) وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ( 186 )} .