وقد استجاب ناس من قومه ، فآمنوا ، وعصى آخرون فجحدوا ، فذكر القسمين ، وأن الله تعالى هو الذي يحكم بينهم ، فقال لهم – عليه السلام -:{ وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ( 87 )} ، وهذا فيه تبشير للذين آمنوا ؛ لأنهم يعبدونه وحده ؛ لأنه لا يمكن أن يحكم لصحة ما يقول الذين يشركون معه حجارة ، وهو إنذار للذين لم يؤمنوا ؛ لأنهم يشركون ويعبدون غيره وهو – سبحانه وتعالى – وحده خير الحاكمين ، وأفعل التفضيل ليس على بابه ، لأنه لا خير في حكم سواه ، فهو أحكم الحاكمين .