كان هذا من بين شعيب وقومه ، فماذا كان جواب قومه ؟ ، قد أشار – سبحانه – في النص الكريم السابق إلى أن منهم من آمن ، ومنهم من لم يؤمن ، وكان رأس من لم يؤمنوا ، كبراؤهم ، وقد قال تعالى في موقف هؤلاء الكبراء:
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ )88 ) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ )89 ) وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ )90 ) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ )91 ) الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ )92 ) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ )93 )
هكذا كانت دعوة شعيب الهادية المرشدة بعد أن بين لهم الحجة الدالة على رسالته ، ولقد آمن بعضهم ، وأعرض غيرهم ، فماذا كان جواب قومه الذين يقودون الشرك منهم ؟ .
قال رؤساؤهم المسيطرون:{ لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك} ، وإليك ذكر القرآن الكريم لأقوال هؤلاء:{ قال الملأ} أي الكبراء وسادتهم ، ووصفهم – سبحانه – بأنهم الذين استكبروا وكذبوا بآيات الله تعالى وصموا آذانهم عن الحق:{ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} أكدوا بالقسم بان يخرجوهم من قريتهم ، أو يعودوا في ملتهم ، مؤكدين الإصرار على الخروج بالقسم ، أو الإصرار على العودة في ملتهم .
فأجابهم شعيب نبي الله – عليه السلام – موبخا بأن ذلك ضد الحق ، والحرية فقال:{ أو لو كنا كارهين} ، أي تخرجوننا على الرغم منا ، ولو كنا كارهين فعلتكم لأنها غير الحق ، وأنها الباطل الذي لا ريب فيه .