قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً 107} الآية .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمةأن الأعمال الصالحة والإيمان سبب في نيل جنات الفردوس .والآيات الموضحة لكون العمل الصالح سبباً في دخول الجنة كثيرة جداً ؛كقوله تعالى:{وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا 2 مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا 3} ،وقوله:{أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 43} أي بسببه ،وقوله تعالى:{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ التي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 72} .وقوله تعالى:{إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً60 جَنَّاتِ عَدْنٍ التي وَعَدَ الرَّحْمَانُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} الآية ،إلى غير ذلك من الآيات .
تنبيه
فإن قيل هذه ا لآيات فيها الدلالة على أن طاعة الله بالإيمان والعمل الصالح سبب في دخول الجنة .وقوله صلى الله عليه وسلم: «لن يدخل أحدكم عمله الجنة » قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟قال: «ولا أنا إلاان يتغمدني الله برحمة منه وفضل » يرد بسببه إشكال على ذلك .
فالجوابأن العمل لا يكون سبباً لدخول الجنة إلا إذا تقبله الله تعالى وتقبله له فضل منه .فالفعل الذي هو سبب لدخول الجنة هو الذي تقبله الله بفضله ،وغيره من الأعمال لا يكون سبباً لدخول الجنة .والجمع بين الحديث والآيات المذكورة أوجه أخر ،هذا أظهرها عندي .والعلم عند الله تعالى .وقد قدمنا أن «النزل » هو ما يهيأ من الإكرام للضيف أو القادم .