قوله تعالى:{فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يأتي اللَّهُ بِأَمْرِهِ} .
هذه الآية في أهل الكتاب كما هو واضح من السياق ،والأمر في قوله{بأمره} .
قال بعض العلماء: هو واحد الأوامر .وقال بعضهم: هو واحد الأمور ،فعلى القول الأول ،بأنه الأمر الذي هو ضد النهي ؛فإن الأمر المذكور هو المصرح به في قوله:{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخر وَلاَ يُحَرِمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون 29} .وعلى القول بأنه واحد الأمور: فهو ما صرح اللَّه به في الآيات الدالة على ما أوقع باليهود من القتل والتشريد كقوله:{فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ في قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وأيدي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُواْ يا أُوْلِى الأبصار 2 وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاَء لَعَذَّبَهُمْ} الآية ،إلى غير ذلك من الآيات ،والآية غير منسوخة على التحقيق .