قوله تعالى:{ثُمَّ أَنتُمْ هؤلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ} .
يعني: تقتلون إخوانكم ،ويبيّن أن ذلك هو المراد ،كثرة وروده كذلك في القرآن نحو قوله:{وَلاَ تَلْمِزُواْ أَنفُسَكُمْ} ،أي: لا يلمز أحدكم أخاه وقوله:{لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً} ،أي بإخوانهم وقوله:{فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} ،أي: بأن يقتل البريء من عبادة العجل من عبده منهم إلى غير ذلك من الآيات .
ويوضح هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: « إن مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم ،كمثل الجسد الواحد إذا أصيب منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى» .
قوله تعالى:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} .
يتبيّن ممّا قبله أن البعض الذي آمنوا به هو فداء الأسارى منهم ،والبعض الذي كفروا به هو إخراجهم من ديارهم وقتلهم ومظاهرة العدو عليهم ،وإن كفروا بغير هذا من الكتاب وآمنوا بغيره منه .