قوله تعالى:{لهم الآيات ثم أنظر أني} .
ذكَر في هذه الآية الكريمة أن عيسى وأمه كانا يأكلان الطعام ،وذكر في مواضع أخر ،أن جميع الرسل كانوا كذلك .كقوله:{وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} [ الفرقان: 20] الآية ،وقوله:{وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} [ الأنبياء: 8] الآية ،وقوله:{وَقَالُواْ مَا لهذا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ} [ الفرقان: 7] الآية ،وقوله تعالى:{يُؤْفَكُونَ} معنى قوله:{انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيات ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} يصرفون عن الحقّ ،والمراد بصرفهم عنه ،قول بعضهم: إن الله هو المسيح بن مريم ،وقول بعضهم: إن الله ثالث ثلاثة ،وقول بعضهم: عزير بن اللهسبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً ،وعلى من يقول ذلك لعائن الله إلى يوم القيامة ،فإنهم يقولون هذا الأمر الذي لم يقل أحد أشنع منه ولا أعظم ،مع ظُهور أدلة التوحيد المبينة له ،ولذا قال تعالى:{انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيات ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} على سبيل التعجب من أمرهم ،كيف يُؤفكون إلى هذا الكفر مع وُضوح أدِلة التوحيد ؟