قوله تعالى:{وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ ءامَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} .
بين تعالى حكمه الذي حكم به بينهم بقوله:{وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ} [ هود: 94]: وقوله{فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [ الأعراف: 78] ،وقوله:{الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ} [ الأعراف: 92] ،وقوله:{فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} [ الشعراء: 189] الآية .فإن قيل: الهلاك الذي أصاب قوم شعيب ذكر تعالى في الأعراف أنه رجفة ،وذكر في هود أنه صيحة ،وذكر في الشعراء أنه عذاب يوم الظلة .
فالجواب: ما قاله ابن كثير رحمه الله في تفسيره قال: وقد اجتمع عليهم ذلك كله أصابه عذاب يوم الظلة وهي سحابة أظلتهم فيها شرر من نار ولهب ووهج عظيم .ثم جاءتهم صيحة من السماء ،ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم .فزهقت الأرواح ،وفاضت النفوس ،وخمدت الأجسام اه .منه .