جملة{ وما يؤمن أكثرهم بالله} في موضع الحال من ضمير{ يمرون} أي وما يؤمن أكثر الناس إلا وهم مشركون ،والمراد ب{ أكثر الناس} أهل الشرك من العرب .وهذا إبطال لما يزعمونه من الاعتراف بأن الله خالقهم كما في قوله تعالى:{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} ،وبأن إيمانهم بالله كالعدم لأنهم لا يؤمنون بوجود الله إلا في تشريكهم معه غيره في الإلهية .
والاستثناء من عموم الأحوال ،فجملة{ وهم مشركون} حال من{ أكثرهم} .والمقصود من هذا تشنيع حالهم .والأظهر أن يكون هذا من قبيل تأكيد الشيء بما يشبه ضده على وجه التهكم .وإسناد هذا الحكم إلى{ أكثرهم} باعتبار أكثر أحْوالهم وأقوالهم لأنهم قد تصدر عنهم أقوال خلية عن ذكر الشريك .وليس المراد أن بعضاً منهم يؤمن بالله غير مشرك معه إلها آخر .