قوله{ الذين ضل سعيهم} بدل من{ بالأخسرين أعمالاً} وفي هذا الإطناب زيادة التشويق إلى معرفة هؤلاء الأخسرين حيث أجرى عليهم من الأوصاف ما يزيد السامع حرصاً على معرفة الموصوفين بتلك الأوصاف والأحوال .
والضلال: خطأ السبيل .شبه سعيهم غير المثمر بالسير في طريق غير موصلة .
والسعي: المشي في شدة .وهو هنا مجاز في العمل كما تقدّم عند قوله{ ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها} في سورة الإسراء ( 19 ) ،أي عملوا أعمالاً تقربوا بها للأصنام يحسبونها مبلغة إياهم أغراضاً وقد أخطؤوها وهم يحسبون أنّهم يفعلون خيراً .
وإسناد الضلال إلى سعيهم مجاز عقلي .والمعنى: الذين ضلوا في سعيهم .
وبين{ يحسبون} و{ يحسنون} جناس مصحّف ،وقد مثل بهما في مبحث الجناس .