أنْصف موسى إذ جعل لصاحبه العذر في ترك مصاحبته في الثالثة تجنباً لإحراجه .
وقرأ الجمهور:{ لَّدُنّي} بتشديد النون قال ابن عطية: وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم يعني أن فيها سنداً خاصاً مروياً فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم في المقدمة السادسة من مقدمات هذا التفسير .
وقرأ نافع ،وأبو بكر ،وأبو جعفر{ مِنْ لَدُنِي بتخفيف النون على أنه حذف منه نون الوقاية تخفيفاً ،لأن ( لدنْ ) أثقل من ( عَن ) ( ومَن ) فكان التخفيف فيها مقبولاً دونهما .
ومعنى{ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَّدُنّي عُذراً} قد وصلت من جهتي إلى العذر .فاستعير{ بَلَغْتَ} لمعنى ( تحتّم وتعين ) لوجود أسبابه بتشبيه العذر في قَطع الصحبة بمكان ينتهي إليه السائر على طريقة المكنية .وأثبت له البلوغ تخييلاً ،أو استعار البلوغ لتَعيُّن حصول الشيء بعد المماطلة .