تفريع على قوله{ ويقول الإنسان أإذا ما متّ لسوفَ أخرج حياً}[ مريم: 66] وما اتصل به من الاعتراض والتفريعات .والمناسبة: أن قائل هذا الكلام كان في غرور مثل الغرور الذي كان فيه أصحابه .وهو غرور إحالة البعث .
والآية تشير إلى قصة خبّاب بن الأرتّ مع العاصي بن وائل السهمي .ففي « الصحيح »: أن خبّاباً كان يصنع السيوف في مكة ،فعمل للعاصي بن وائل سَيفاً وكان ثمنه دَيناً على العاصي ،وكان خبّاب قد أسلم ،فجاء خبّاب يتقاضى دَينه من العاصي فقال له العاصي بن وائل: لا أقضيكه حتى تكفر بمحمّد ،فقال خبّاب ( وقد غضب ): لا أكفر بمحمد حتى يميتك الله ثمّ يبعثك .قال العاصي: أو مبعوثٌ أنا بعد الموت ؟قال: نعم .قال ( العاصي متهكماً ): إذا كان ذلك فسيكون لي مال وولد وعند ذلك أقضيك دَينَك » .فنزلت هذه الآية في ذلك .فالعاصي بن وائل هو المراد بالذي كفر بآياتنا .
والاستفهام في{ أفرأيت} مستعمل في التعجيب من كفر هذا الكافر .
والرؤية مستعارة للعلم بقصته العجيبة .نُزلت القصة منزلة الشيء المشاهد بالبصر لأنه من أقوى طرق العلم .وعبر عنه بالموصول لما في الصلة من منشأ العجب ولا سيما قوله{ لأُوتين مالاً وولداً} .
والمقصود من الاستفهام لفت الذهن إلى معرفة هذه القصة أو إلى تذكرها إن كان عالماً بها .
والخطاب لكل من يصلح للخطاب فلم يُرد به معيّن .ويجوز أن يكون خطاباً للنبيء صلى الله عليه وسلم
والآيات: القرآن ،أي كفر بما أنزل إليه من الآيات وكذب بها .ومن جملتها آيات البعث .
والوَلَد: اسم جَمْع لوَلَد المفرد ،وكذلك قرأه الجمهور ،وقرأ حمزة والكسائي في هذه السورة في الألفاظ الأربعة « ووُلْد » بضمّ الواو وسكون اللام فهو جمع ولد ،كأسد وأسد .