وعدي{ نصرناه} بحرف ( من ) لتضمينه معنى المنع والحماية ،كما في قوله تعالى:{ إنكم منا لا تنصرون}[ المؤمنون: 65] ،وهو أبلغ من تعديته ب ( علَى ) لأنه يدل على نصر قوي تحصل به المَنعَةُ والحماية فلا يناله العدوّ بشيء .وأما نصره عليه فلا يدل إلا على المدافعة والمعونة .
ووصف القوم بالموصول للإيماء إلى علة الغرق الذي سيذكر بعد .وجملة{ إنهم كانوا قوم سوء} علة لنصر نوح عليه السلام لأن نصره يتضمن إضرار القوم المنصور عليهم .
والسّوء بفتح السين تقدم آنفاً .
وإضافة قوم إلى السوء إشارة إلى أنهم عرفوا به .والمراد به الكفر والتكبر والعناد والاستسخار برسولهم .
و{ أجمعين} حال من ضمير النصب في{ أغرقناهم} لإفادة أنه لم ينج من الغرق أحد من القوم ولو كان قريباً من نوح فإن الله قد أغرق ابن نوح .
وهذا تهديد لقريش لئلا يتكلوا على قرابتهم بمحمد صلى الله عليه وسلم كما رُوي أنه لما قرأ على عتبة بن ربيعة[ سورة فصّلت: 13] حتى بلغ{ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} فزع عتبة وقال له: ناشدْتُك الرّحمَ .