جملة مقرِّرة لمضمون جملة{ إن الله سميع بصير}[ الحج: 75] وفائدتها زيادة على التقرير أنها تعريض بوجوب مراقبتهم ربَّهم في السر والعلانية لأنه لا تخفى عليه خافية .
و{ ما بين أيديهم} مستعار لما يظهرونه ،{ وما خلفهم} هو ما يخفونه لأن الشيء الذي يظهره صاحبه يجعله بين يديه والشيء الذي يُخفيه يجعله وراءه .
ويجوز أن يكون{ ما بين أيديهم} مستعاراً لما سيكون من أحوالهم لأنها تشبه الشيء الذي هو تجاه الشخص وهو يمشي إليه ،{ وما خلفهم} مستعاراً لما مضى وعبَر من أحوالهم لأنها تشبه ما تركه السائر وراءه وتجاوزه .
وضمير{ أيديهم} و{ خلفهم} عائدان: إما إلى المشركين الذين عاد إليهم ضمير{ فلا ينازعنك في الأمر}[ الحج: 67] ،وإما إلى الملائكة والناس .وإرجاع الأمور إرجاع القضاء في جزائها من ثواب وعقاب إليه يوم القيامة .
وبني فعل{ تُرجع} إلى النائب لظهور من هو فاعل الإرجاع فإنه لا يليق إلاّ بالله تعالى ،فهو يُمهل الناس في الدنيا وهو يُرجع الأمور إليه يوم القيامة .
وتقديم المجرور لإفادة الحصر الحقيقي ،أي إلى الله لا إلى غيره يرجع الجزاء لأنه ملك يوم الدين .والتعريف في{ الأمور} للاستغراق ،أي كل أمر .وذلك جمع بين البشارة والنذارة تبعاً لما قبله من قوله:{ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} .