أكد قوله في صدر خطابه{ فاتقوا الله}[ الشعراء: 179] بقوله هنا:{ واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين} وزاد فيه دليل استحقاقه التقوى بأن الله خلقهم وخلق الأمم من قبلهم ،وباعتبار هذه الزيادة أُدخل حرف العطف على فعل{ اتقوا} ولو كان مجرد تأكيدٍ لم يصح عطفه .وفي قوله:{ الذي خلقكم} إيماء إلى نبذ اتقاء غيره من شركائهم .
و{ الجبلة}: بكسر الجيم والباء وتشديد اللام: الخلقة ،وأريد به المخلوقات لأن الجبلة اسم كالمصدر ولهذا وصف ب{ الأولين} .وقيل: أطلق الجبلة على أهلها ،أي وذوي الجبلة الأولين .والمعنى: الذي خلقكم وخلق الأمم قبلكم .