وجملة{ يوم هم على النار يفتنون} جواب لسؤالهم جرى على الأسلوب الحكيم من تلقي السائل بغير ما يتطلب إذ هم حين قالوا: أيّان يوم الدين ،أرادوا التهكم والإحالة فتُلقِّي كلامُهم بغير مرادهم لأن في الجواب ما يشفي وقع تهكمهم على طريقة قوله تعالى:{ يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيتُ للناس والحج}[ البقرة: 189] .والمعنى: يوم الدين يقع يوم تُصْلَوْن النار ويقال لكم: ذوقوا فتنتكم .
وانتصب{ يوم هم على النار يفتنون} على الظرفية وهو خبر عن مبتدأ محذوف دل عليه السؤال عنه بقولهم: أيام يوم الدين .والتقدير: يومُ الدين يومَ هم على النار يفتنون .
والفَتْن: التعذيب والتحريق ،أي يوم هم يعذبون على نار جهنم وأصل الفَتْن الاختيار .وشاع إطلاقه على معان منها إذابة الذهب على النار في البُوتَقة لاختيار ما فيه من معدن غيرِ ذهب ،ولا يذاب إلا بحرارة نار شديدة فهو هنا كناية عن الإحراق الشديد .