/م104
قال تعالى:{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي} أي إن كنتم في شك من صحة ديني الذي دعوتكم إليه ، أو من ثباتي واستقامتي عليه ، وترجون تحويلي عنه .
{ فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ} أي فلا أعبد في وقت من الأوقات ، ولا حال من الأحوال ، أحدا من الذين تعبدونهم غير الله ، من ملك أو بشر ، أو كوكب أو شجر أو حجر ، مما اتخذتم من الأصنام والأوثان .
{ ولَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوفَّاكُمْ} أي يقبضكم إليه ثم يبعثكم فيحاسبكم ويجزيكم ، ولا يفعل أحد غيره هذا ولا يقدر عليه .وإنما قال:{ وإن كنتم في شك من ديني} وشرطه يدل على الشك في شكهم ، وهو صلى الله عليه وسلم لا يشك فيه ، لأنه نزل دينه منزلة ما لا ينبغي أن يشكوا فيه لشدة ظهوره ، وتألق نوره ، كما بينا مثله في تفسير{ وإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ} [ البقرة:23] الآية وما بعدها .ووصف الله بتوفيهم دون غيره من صفاته وأفعاله لتذكير كل منهم بما لا يشك فيه من عاقبة أمره ، وأنه سيكون كما وعده في الدنيا والآخرة .
{ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} الذين وعدهم الله بالنجاة من عذابه ، وينصرهم على أعدائهم وأعدائه ، واستخلافهم في أرضه ، وإنه لإيجاز بليغ .