/م75
{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ ومَلَئِهِ} أي ثم بعثنا من بعد أولئك الرسل الذين بعثناهم إلى أقوامهم وهارون إلى فرعون مصر وأشراف قومه -الذين هم أركان دولته- وإلى قومهم القبط بالتبع لهم ؛ لأنهم كانوا مستعبدين لهم يكفرون بكفرهم ، ويؤمنون بإيمانهم إن آمنوا{ بِآيَاتِنَا} أي بعثناهما مؤيدين بآياتنا التسع المفصلة في سورة الأعراف وغيرها .
{ فَاسْتَكْبَرُواْ وكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ} أي فاستكبر فرعون وملؤه ، أي أعرضوا عن الإيمان كبرا وعلوا مع علمهم بأن ما جاء به هو الحق ، لما كانوا عليه من سعة العلم وصناعة السحر ، وكانوا قوما راسخين في الإجرام - وهو الظلم والفساد في الأرض- كما قال تعالى في سورة النمل{ و جَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [ النمل:14] .