/م75
{ قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ} هذا استفهام توريط وتقرير تجاه ما أورده موسى من استفهام الإنكار والتعجيب ، فحواه أتقر وتعترف بأنك جئتنا لتصرفنا وتحولنا عما وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا من الدين القومي الوطني لنتبع دينك ، وتكون لك ولأخيك كبرياء الرياسة الدينية ، وما يتبعها من كبرياء الملك والعظمة الدنيوية التابعة لها في أرض مصر كلها ؟ يعنون أنه لا غرض لك من دعوتك إلا هذا ، وإن لم تعترف به اعترافا ، جعلوا الخطاب الخاص بالدعوة والغرض منها لموسى ؛ لأنه هو الداعي لهم بالذات ، وأشركوا معه أخاه في ثمرة الدعوة وفائدتها ؛ لأنها تكون مشتركة بينهما بالضرورة .
{ ومَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ}أي وما نحن بمتبعين لكما اتباع إيمان وإذعان فيما يخرجنا من دين آبائنا الذين تقلده عامتنا ، ويسلبنا ملكنا الذي تتمتع بكبريائه خاصتناوهم الملك وأركان دولته وبطانته وحواشيهوهذان الأمران هما اللذان كانا يمنعان جميع الأقوام من اتباع الأنبياء والمصلحين في كل زمان .