/م79
{ فَلَمَّا أَلْقَواْ} ما ألقوه من حبالهم وعصيتهم الصناعية السحرية{ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْر} أي هذا الذي جئتم به وألقيتموه أمامنا هو السحر لا ما جئت به من آيات الله تعالى ، وسماه فرعون وملؤه سحرا .
{ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ} أي سيظهر بطلانه للناس وأنه صناعة خادعة ، لا آية خارقة صادعة ، فالجملة استئنافية لبيان ما يوقن به موسى من مآل هذا السحر ، ويجوز أن تكون خبرا لما قبلها ، ويكون التقدير:ما جئتم به الذي هو السحر ، إن الله سيبطله بما جئت به من الحق ، وعلل حكمه بقوله:{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} ، وهو قاعدة عامة مبينة لسنة الله في تنازع الحق والباطل ، والصلاح والفساد ، ويدخل فيها سحرهم فإنه باطل وفساد ، أي لا يجعل عمل المفسدين صالحا ، والسحر من عمل فرعون وقومه المفسدين .