ثم ذكر في مقابلة أهل النار أضدادهم أهل الجنة على سنته في كتابه فقال{ والذين أمنوا وعملوا الصالحات} وأما الذين جمعوا بين الإيمان الصحيح وما يلزمه من الأعمال الصالحات{ فأولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون} أقول أي أولئك دون غيرهم أصحابها الحقيقون بها بحسب وعد الله تعالى وفضله هم خالدون فيها .وفيه دليل على أن الوعد على الإيمان والعمل معا إذ لا ينفك أحدهما عن الآخر ، إلا من آمن فمات ولم يتسع له الوقت للعمل فهو من أهله بمقتضى إيمانه الصحيح وما حال دونه من الآجال عذر لأنه لا ذنب له فيه .