( وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ) المراد برحمة الله تعالى هنا أثرها من نعمته وإحسانه ولا شك أن من ابيضت وجوههم بما تقدم شرحه يكونون خالدين في النعمة بالدنيا ما داموا على تلك الحال والأعمال التي بها ابيضت وجوههم ، لأن الله تعالى لا يغير ما بقوم من نعمة حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فيترتب عليه التغير في الأعمال .وترتيب الخلود هنا على قوله:( ابيضت وجوههم ) يؤذن بأن ابياض الوجوه وما كان سببا فيه علة له والمعلول يدوم بدوام علته .وأما أمر الخلود في الآخرة فهو أظهر .
/خ109