/م105
{ يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله} أي إن شأن هؤلاء الخوانين الراسخين في الإثم أنهم يستترون من الناس عند ارتكاب خيانتهم واجتراحهم الإثم لأنهم يخافون ضرهم ، ولا يستترون من الله تعالى بتركه لأنهم لا إيمان لهم ، إذ الإيمان يمنع من الإصرار والتكرار ، ولا تقع الخيانة من صاحبه إلا عن غفلة أو جهالة عارضة لا تدوم ولا تتكرر حتى تحيط بصاحبها خطيئته ، على أنه لا يمكن الاستخفاء منه تعالى ، فمن يعلم أنه تعالى يراه وراء الأستار في حنادس الظلمات وهو المؤمن الصادق فلابد أن يترك الذنب والخيانة حياء منه تعالى أو خوفا من عقابه{ وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول} أي وهو تعالى شاهدهم في الوقت الذي يدبرون فيه من الليل ، ما لا يرضى من القول ، لأجل تبرئة أنفسهم ، ورمي غيرهم بخيانتهم وجريمتهم ،{ وكان الله بما يعملون محيطا} لا يفوته شيء منه ، فلا سبيل إلى نجاتهم من عقابه .