/م80
قال تعالى:{ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَة} النسق الذي قبل هذا يقتضي أن يكون المعنى:وأرسلنا لوطا ولكن حذف هنا متعلق الإرسال وركنه الأول وهو توحيد العبادة للعلم به مما قبله ومما ذكر في غير هذه السورة ، أي أرسلناه في الوقت الذي أنكر على قومه فعل الفاحشة فيها بلغهم من دعوى الرسالة ، وقيل إن لوطا منصوب بفعل مقدر ، أي واذكر لوطا إذ قال لقومه موبخا لهم:أتفعلون الفعلة البالغة منتهى القبح والفحش ؟
{ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِين} بل هي من مبتدعاتكم في الفساد فأنتم فيها قدوة سوء فعليكم وزرها ومثل أوزار من يتبعكم فيها إلى يوم القيامة .فالجملة استئناف نحوي أو بياني يؤكد التوبيخ ببيان أنه فساد مخالف لمقتضى الفطرة ولهداية الدين معا ، والباء في قوله: "بها "للتعدية أو الملابسة أو الظرفية أقوال .وقوله: "من أحد "يفيد تأكيد النفي وعمومه المستغرق لكل البشر على الظاهر المتبادر وإن كان اللفظ يصدق بعالمي زمانهم ، ولكونهم هم المبتدعين لها اشتق العرب لها اسما من لوط فقالوا لاط به لواطة .
/خ84