وقوله تعالى:
[ 104]{ قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين 104} .
{ قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم} إنما أوثر الخطاب باسم الجنس - أعني الناس - مصدرا بحرف التنبيه ،تعميما للتبليغ ،وإظهارا لكمال العناية بشأن ما بلغ إليهم .وعبر عما هم فيه من القطع بالشك ،للإيذان بأنه أقصى ما يمكن خطوره ،/ وإلا فإن وضوح صحته ،وبرهان حقيّته أوضح من الشمس في رائعة النهار .وقدم ترك عبادة الغير على عبادته تعالى ،إيذانا بمخالفتهم من أول الأمر .وفي تخصيص التوفي بالذكر ،متعلقا بهم - ما لا يخفى من التهديد ،إذ لاشيء أشد عليهم من الموت .{ وأمرت أن أكون من المؤمنين} أي بأعلى مراتب التوحيد .