[ 104]{ وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا 104} .
{ وقلنا من بعده} أي من بعد إغراقه{ لبني إسرائيل اسكنوا الأرض} وهي أرض كنعان ،بلد أبيهم إسرائيل التي وعدوا بها .
/ قال ابن كثير:في هذا بشارة للنبي صلى الله عليه وسلم بفتح مكة ،مع أن السورة مكية نزلت قبل الهجرة ،وكذلك وقع فإن أهل مكة هموا بإخراج الرسول منها كما قال تعالى{[5508]}:{ وإن كادوا ليستفزّونك من الأرض ليخرجوك منها} الآيتين .ولهذا أورث الله رسوله مكة فدخلها عنوة ،على أشهر القولين ،وقهر أهلها ثم أطلقهم حلما وكرما .كما أورث الله القوم ،الذين كانوا يستضعفون من بني إسرائيل ،مشارق الأرض ومغاربها وأورثهم بلاد فرعون وأموالهم وزروعهم وثمارهم وكنوزهم كما قال{[5509]}:{ كذلك وأورثناها بني إسرائيل} وقال ههنا:{ وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض} وقوله تعالى:{ فإذا جاء وعد الآخرة} أي قيام الساعة{ جئنا بكم لفيفا} أي جمعا مختلطين أنتم وعدوّكم .ثم يحكم بينكم ويميز بين سعدائكم وأشقيائكم .