ثم نزه سبحانه ساحة القرآن أن يكون مفترى .وبيّن اشتماله على ما يلائم الفطر ويطابق الواقع ،بقوله سبحانه:
[ 105]{ وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا 105} .
{ وبالحق أنزلناه} أي بالحقيقة أنزلناه كتابا من لدنا فأين تذهبون ؟ كما قال تعالى{[5510]}:{ لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون}{ وبالحق نزل} أي متلبسا بالحق الذي هو ثبات نظام العالم على أكمل الوجوه .وهو ما اشتمل عليه من العقائد والأحكام ومحاسن الأخلاق وكل ما خالف الباطل .كقوله تعالى{[5511]}:{ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}{ وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا} .