{ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} .
{ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ} أي في البحر لاستخراج نفائسه ،تكميلا لخزائنه وتزيينا لقومه{ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ} أي غير ذلك كبناء المدن والقصور واختراع الصنائع العجيبة كما قال تعالى:{ يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان}{ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} أي مؤيدين ومعينين .
تنبيه:
الشياطين المذكورون ،إما مردة الإنس وأشداؤهم ،وإما مردة الجن لظاهر اللفظ .وعليه قال الجبائي:كيف تهيأ لهم هذه الأعمال وأجسامهم رقيقة لا يقدرون على عمل الثقيل ؟ وإنما يمكنهم الوسوسة .وأجاب بأنه تعالى كثف أجسامهم خاصة وقواهم ،وزاد في عظمهم ،ليكون ذلك معجزا لسليمان عليه السلام .والله أعلم .