ولما بين تعالى أن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم شرع شرعه وأوجبه على جميع من مضى من الأنبياء والأمم ،لزم أن كل من كره ذلك فإنه يكون طالبا دينا غير دين الله ،فلهذا قال:
|83| ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون83 ) .
( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها ) أي استسلم له من فيهما بالخضوع والانقياد لمراده والجري تحت قضائه ،كما قال تعالى:( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) .وقال تعالى:( أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون ) .( ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ) .فالمؤمن مستسلم بقلبه وقالبه لله ،والكافر مستسلم له كرها .فإنه تحت التسخير والقهر والسلطان العظيم الذي لا يخالف ولا يمانع– أفاده ابن كثير ( واليه يرجعون ) يوم القيامة فيجزي كلا بعمله ،والجملة سيقت للتهديد والوعيد .