قوله تعالى: في قصة صالح{فتولّى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي} [ الأعراف: 79] قال ذلك فيها بالتوحيد({[222]} ) ،وقاله في قصة شعيب بالجمع ...
لأن ما أمر به شعيب قومَه من التوحيد ،وإيفاء الكيل ،والنهي عن الصدّ ،وإقامة الوزن بالقسط ،أكثر مما أمر به صالح قومه .
أو لأن شعيبا: أرسل إلى أصحاب الأيكة ،وإلى مدين ،فجُمع باعتبار تعدّد المرسَل إليهم ...و "صالح "عليه السلام وحّد باعتبار الجنس .
فإن قلتَ: كيف قال صالح لقومه ،بعدما أخذتهم الرجفة وماتوا:{يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي} [ الأعراف: 79] الآية ،ومخاطبة الحيّ للميّت لا فائدة فيه ؟
قلتُ: بل فيه فائدة ،وهي نصيحة غيره ،فإن ذلك يستعمل عُرفا فيما ذكر ،لأن من نصح غيره ،فلم يقبل منه حتى قُتل ،ويراه ناصحُه فإنه يقول له: كم نصحتك فلم تقبل حتى أصابك هذا!!حثّا للسّامعين له ،على قبولهم النصيحة({[223]} ) .