قول تعالى:( ولتكن منكم أمة ) أي:منتصبة للقيام بأمر الله ، في الدعوة إلى الخير ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( وأولئك هم المفلحون ) قال الضحاك:هم خاصة الصحابة وخاصة الرواة ، يعني:المجاهدين والعلماء .
وقال أبو جعفر الباقر:قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ) ثم قال:"الخير اتباع القرآن وسنتي "رواه ابن مردويه .
والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من الأمة متصدية لهذا الشأن ، وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه ، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ". وفي رواية:"وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ".
وقال الإمام أحمد:حدثنا سليمان الهاشمي ، أخبرنا إسماعيل بن جعفر ، أخبرني عمرو بن أبي عمرو ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي ، عن حذيفة بن اليمان ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ، ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم ".
ورواه الترمذي ، وابن ماجه ، من حديث عمرو بن أبي عمرو ، به وقال الترمذي:حسن ، والأحاديث في هذا الباب كثيرة مع الآيات الكريمة كما سيأتي تفسيرها في أماكنها .