يأمر الله تعالى بكثرة الذكر عقيب صلاة الخوف ، وإن كان مشروعا مرغبا فيه أيضا بعد غيرها ، ولكن هاهنا آكد لما وقع فيها من التخفيف في أركانها ، ومن الرخصة في الذهاب فيها والإياب وغير ذلك ، مما ليس يوجد في غيرها ، كما قال تعالى في الأشهر الحرم:( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) [ التوبة:36] ، وإن كان هذا منهيا عنه في غيرها ، ولكن فيها آكد لشدة حرمتها وعظمها ; ولهذا قال تعالى:( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ) أي في سائر أحوالكم .
ثم قال:( فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة ) أي:فإذا أمنتم وذهب الخوف ، وحصلت الطمأنينة ( فأقيموا الصلاة ) أي:فأتموها وأقيموها كما أمرتم بحدودها ، وخشوعها ، وسجودها وركوعها ، وجميع شئونها .
وقوله:( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) قال ابن عباس:أي مفروضا . وكذا روي عن مجاهد ، وسالم بن عبد الله ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، والحسن ، ومقاتل ، والسدي ، وعطية العوفي .
وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة:( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) قال ابن مسعود:إن للصلاة وقتا كوقت الحج .
وقال زيد بن أسلم:( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) قال:منجما ، كلما مضى نجم ، جاءتهم يعني:كلما مضى وقت جاء وقت .