فلما رأى إخوة يوسف ما رأوا{ قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ} هذا الأخ، فليس هذا غريبا منه.{ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} يعنون:يوسف عليه السلام، ومقصودهم تبرئة أنفسهم وأن هذا وأخاه قد يصدر منهما ما يصدر من السرقة، وهما ليسا شقيقين لنا.
وفي هذا من الغض عليهما ما فيه، ولهذا:أسرها يوسف في نفسه{ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} أي:لم يقابلهم على ما قالوه بما يكرهون، بل كظم الغيظ، وأسرَّ الأمر في نفسه. و{ قَالَ} في نفسه{ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا} حيث ذممتمونا بما أنتم على أشر منه،{ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ} منا، من وصفنا بالسرقة، يعلم الله أنا براء منها، ثم سلكوا معه مسلك التملق، لعله يسمح لهم بأخيهم.