يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:واذكر داود وسليمان يا محمد إذ يحكمان في الحرث.
واختلف أهل التأويل في ذلك الحرث ما كان؟ فقال بعضهم:كان نبتا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال:ثنا عبد الرحمن، قال:ثنا سفيان، عن ابن إسحاق، عن مرّة في قوله ( إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ ) قال:كان الحرث نبتا.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد عن قَتادة، قال:ذكر لنا أن غنم القوم وقعت في زرع ليلا.
وقال آخرون:بل كان ذلك الحرث كَرْما.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كريب، قال:ثنا المحاربيّ، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن مرّة، عن ابن مسعود، في قوله ( وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ ) قال:كَرْم قد أنبت عناقيده.
حدثنا تميم بن المنتصر، قال:أخبرنا إسحاق، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن شريح، قال:كان الحرث كَرما.
قال أبو جعفر:وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قال الله تبارك وتعالى ( إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ ) والحرث:إنما هو حرث الأرض، وجائز أن يكون ذلك كان زرعا، وجائز أن يكون غَرْسا، وغير ضائر الجهل بأيّ ذلك كان.
وقوله ( إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) (1) يقول:حين دخلت في هذا الحرث غنم القوم الآخرين من غير أهل الحرث ليلا فرعته أو أفسدته ( وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ) يقول:وكنا لحكم داود وسليمان والقوم الذين حكما بينهم فيما أفسدت غنم أهل الغنم من حرث أهل الحرث، شاهدين لا يخفى علينا منه شيء، ولا يغيب عنا علمه.
------------------------
الهوامش:
(1) نفشت الماشية في الزرع:تفرقت فيه ليلا ترعاه وليس معها راع والفعل من ... .