القول في تأويل قوله:وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)
قال أبو جعفر:يعني بذلك جل ثناؤه:"ولتكن منكم "أيها المؤمنون ="أمة "، يقول:جماعة (74) ="يدعون "الناس="إلى الخير "، يعني إلى الإسلام وشرائعه &; 7-91 &; التي شرعها الله لعباده (75) ="ويأمرون بالمعروف "، يقول:يأمرون الناس باتباع محمد صلى الله عليه وسلم ودينه الذي جاء به من عند الله (76) "وينهون عن المنكر "،:يعني وينهون عن الكفر بالله والتكذيب بمحمد وبما جاء به من عند الله، بجهادهم بالأيدي والجوارح، حتى ينقادوا لكم بالطاعة.
* * *
وقوله:"وأولئك هم المفلحون "، يعني:المنجحون عند الله الباقون في جناته ونعيمه.
* * *
وقد دللنا على معنى "الإفلاح "في غير هذا الموضع، بما أغنى عن إعادته هاهنا. (77)
* * *
7595- حدثنا أحمد بن حازم قال، حدثنا أبو نعيم قال، حدثنا عيسى بن عمر القارئ، عن أبي عون الثقفي:أنه سمع صُبيحًا قال:سمعت عثمان يقرأ:( "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الخَيْرِ وَيَأمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيَسْتَعِينُونَ اللهَ عَلَى مَا أَصَابَهُم "). (78)
7596- حدثني أحمد بن حازم قال، حدثنا أبو نعيم قال، حدثنا ابن &; 7-92 &; عيينة، عن عمرو ابن دينار قال:سمعت ابن الزبير يقرأ، فذكر مثل قراءة عثمان التي ذكرناها قبل سواء.
7597- حدثنا يحيى بن أبي طالب قال، أخبرنا يزيد قال، أخبرنا جويبر ، عن الضحاك:"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر "، قال:هم خاصة أصحابِ رسول الله، وهم خاصَّة الرواة. (79)
-----------------
الهوامش:
(74) انظر تفسير"أمة"فيما سلف 1:221 / 3:74 ، 100 ، 128 ، 141 ، 275 - 277.
(75) انظر تفسير"الخير"فيما سلف 2:505.
(76) انظر تفسير"المعروف"فيما سلف 3:293 / 4:547 ، 548 / 5:44 ، 76 ، 93 ، 137 ، 520 .
(77) انظر ما سلف 1:249 ، 250 / 3:561.
(78) الأثر:7595-"عيسى بن عمر الأسدي"المعروف بالهمداني ، القارئ الأعمى صاحب الحروف ، كوفي ثقة. مترجم في التهذيب وطبقات القراء 1:612."أبو عون الثقفي"هو:"محمد بن عبيد الله بن سعيد"الأعور ، كوفي تابعي ثقة. مترجم في التهذيب ، وطبقات القراء 2:194. أما "صبيح"، فلم أجد له ترجمة إلا في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2 / 1 / 449 قال:"صبيح ، قال سمعت عثمان يقرأ:"ولتكن منكم أمة يهدون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابهم. روى عيسى بن عمر القارئ ، عن أبي عون ، عنه". ولم يزد على ذلك ، وفي الجرح كما ترى"يهدون إلى الخير"على غير ما جاء في الطبري ، فإنه يوافق القراءة الموروثة. وفي التاريخ الكبير للبخاري"صبيح بن عبد الله العبسي"أنه قال:"استعمل عثمان أبا سفيان بن الحارث على الفروض"، ولست أستطيع أن أرجح أنهما رجل واحد. وانظر الدر المنثور 2:61 ، 62.
(79) الأثر 7597- رواه ابن كثير في تفسيره 2:209 ولفظه:"قال الضحاك:هم خاصة الصحابة ، وخاصة الرواة"ثم بينه فقال:"يعني المجاهدين والعلماء".