القول في تأويل قوله:وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87)
قال أبو جعفر:يعني بقوله تعالى ذكره:( وإن كان طائفة منكم ) ، وإن كانت جماعة منكم وفرقة (27) =(آمنوا)، يقول:صدّقوا (بالذي أرسلتُ به) من إخلاص العبادة لله ، وترك معاصيه ، وظلم الناس ، وبخسهم في المكاييل والموازين، فاتّبعوني على ذلك=(وطائفة لم يؤمنوا ) ، يقول:وجماعة أخرى لم يصدِّقوا بذلك، ولم يتبعوني عليه=(فاصبروا حتى يحكم الله بيننا ) ، يقول:فاحتبسوا على قضاءالله الفاصل بيننا وبينكم (28) =(وهو خير الحاكمين ) ، يقول:والله خيرُ من يفصل وأعدل من يقضي، لأنه لا يقع في حكمه مَيْلٌ إلى أحدٍ، ولا محاباة لأحدٍ.
------------------------
الهوامش:
(27) انظر تفسير"طائفة"فيما سلف 6:500/ 9:141/ 12:240.
(28) انظر تفسير"الصبر"فيما سلف 7:508 ، تعليق:1 ، والمراجع هناك.
= وتفسير"الحكم"فيما سلف 9:175 ، 324 ، 462/ 11:413.