ثم أمر الله- تعالى- نبيه صلّى الله عليه وسلّم أن يخبر الناس بأن رسالته لحمتها وسداها الدعوة إلى عبادة الله- تعالى- وحده فقال:قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ..
أى:قل- يا محمد- للناس:إن الذي أوحاه الله- تعالى- إلىّ من تكاليف وهدايات وعبادات وتشريعات.. تدور كلها حول إثبات وحدانيته- سبحانه- ووجوب إخلاص العبادة له وحده.
قال الآلوسى- رحمه الله-:«ذهب جماعة إلى أن في الآية حصرين:الأول:لقصر الصفة على الموصوف. والثاني:لقصر الموصوف على الصفة.
فالأول:قصر فيه الوحى على الوحدانية. والثاني:قصر فيه الله- تعالى- على الوحدانية، والمعنى:ما يوحى إلىّ إلا اختصاص الله بالوحدانية، ومعنى هذا القصر أنه الأصل الأصيل وما عداه راجع إليه، أو غير منظور إليه في جانبه..» .
والاستفهام في قوله- سبحانه-:فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ للتحضيض أى:مادام الأمر كما ذكر لكم فأسلموا لتسلموا.