ثم حكى- سبحانه- زعما آخر من زعمهم في شأن الملائكة فقال:وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً، وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ.
والمراد بالجنة هنا:الملائكة. سمو بذلك لاجتنانهم واستتارهم عن الأعين.
أى:أن المشركين لم يكتفوا بما قالوا في الآيات السابقة، بل أضافوا إلى ذلك جريمة أخرى، وهي أنهم جعلوا بين الله- تعالى- وبين الملائكة نسبا، ولقد علمت الجنة، - أى الملائكة-، «إنهم» أى القائلون لهذه المقالة الباطلة «لمحضرون» أى:إلى العذاب يوم القيامة. ليذوقوا سوء عاقبة كذبهم.
قال القرطبي:أكثر أهل التفسير أن الجنة هاهنا الملائكة. عن مجاهد قال:قالوا- يعنى كفار قريش- الملائكة بنات الله، فقال لهم أبو بكر:فمن أمهاتهن؟ قالوا:مخدرات الجن ... ومعنى «نسبا»:مصاهرة. وقال قتادة:قالت اليهود إن الله صاهر الجن فكانت الملائكة من بينهن.
وقال الحسن:أشركوا الشيطان في عبادة الله، فهو النسب الذي جعلوه.