[2] ﴿إِنَّ الإِنسانَ لَفي خُسرٍ﴾ تعلمنا أن دخول (ال) على الكلمة يعنى العموم، وهذا أمر مخيف أن نعلم أن عموم الناس فى خسران وهلاك، لكن يأتى الاستثناء كبشارة فى الآية التالية، فتأملوا.
وقفة
[2] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾، ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ [الكهف: 103، 104] الخسارة ليست بالكفر فقط، بل بالغفلة عن طاعة الله والتفريط فيها ﴿يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ﴾ [الزمر: 56].
وقفة
[2] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ الخسارة الحقيقية خسارة الدين فيا لخسارة أصحاب الأموال الذين صرفتهم أموالهم عن طاعة الله!
وقفة
[2] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ خسران من لم يتصفوا بالإيمان وعمل الصالحات، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.
[2] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ مهما كان عليه الإنسان من تطور مادي وتقدم حضاري فهو خاسر؛ إلا من آمن وعمل صالحًا.
وقفة
[2] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ للإِشعار بأن الإِنسان كأنه مغمور بالخسر، وأن هذا الخسران قد أحاط به من كل جانب، وتنكير لفظ خسر للتهويل، أى: لفي خسر عظيم.
وقفة
[2] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ الإنسان منغمس في الخسر، والخسر محيط به من كل جانب إلا من اتصف بهذه الصفات الأربع: العلم، العمل، الدعوة، الصبر عليه.
لمسة
[2] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ (في) الظرفية تشعر بأن الإنسان محاط بالخسران، يتجدد خسره مرة بعد أخرى، إلا من انتزع نفسه من هذا الواقع البئيس.
وقفة
[2] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ أشد أنواع الخسارة التى لا تعوض: خسارة النفس بالله، قل لى أيّ شئ يعوض ذلك؟ وحتى لا تخسر نفسك؛ تدبر سورة العصر ففيها الربح كله.
لمسة
[2] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ المرادُ بالِإنسان الجنسُ، فالاستثناءُ بعده متَّصل، وقيل: المرادُ به أبو جهل فالاستثناء منقطع.
لمسة
[2] تأمل قوله: ﴿لَفِي خُسْرٍ﴾ مبالغة في انغماسه في الخسارة؛ لأن (في) للظرفية المفيدة التمكن من الشيء.
وقفة
[2 ،3] إذا قرأت: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ فتفطن للناجين من الخسارة وادع الله أن تكون منهم: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.