[2] ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ إذا تأملت هذا وآمنت به علمت ضعف عدوك وقلة حيلته وأنه مخلوق لله هو وما يصنع وما يدبر، فعلق قلبك بالخالق.
وقفة
[2] ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ فسواه وهيأه لما يصلح له، لا خلل فيه ولا تفاوت، وقيل: قدر لكل شيء تقديرًا من الأجل والرزق، فجرت المقادير على ما خلق.
وقفة
[2] ﴿وَخَلَقَ كلَّ شَيْءٍ فَقَدَّره تَقْدِيراً﴾ إن قلتَ: الخلقُ هو التقديرُ، ومنه قوله تعالى: ﴿وإِذْ تخلُقُ من الطِّينِ﴾ [المائدة: 110] فكيف جمع بينهما؟ قلتُ: الخلقُ من الله هو الِإيجادُ، فصحَّ الجمعُ بينه وبين التقدير، ولو سُلِّم أنه التقديرُ، فساغ الجمعُ بينهما لاختلافهما لفظًا، كما في قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: 157].
وقفة
[2] ﴿فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ هذا الخلق والتقدير الرباني الحكيم من أظهر دلائل الوحدانية لله، فمن تأمل فيه قاده إلى الإيمان ولابد.