[35] القرآن مليء بما يبعث على التفاؤل: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾ [آل عمران: 139]، ﴿لَا تَقْنَطُوا﴾ [الزمر: 53]، ﴿وَلَا تَيْأَسُوا﴾ [يوسف: 87]، ﴿فَلَا تَهِنُوا﴾، فتفاءلوا يا أهل القرآن.
وقفة
[35] ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ﴾ قال السيوطي: «قال الكيا: فيه دليل على منع مهادنة الكفار إلا عند الضرورة وتحريم ترك الجهاد إلا عند العجز».
وقفة
[35] ﴿فَلَا تَهِنُوا﴾ أي: لا تضعفوا عن الأعداء، ﴿وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ﴾ أي: المهادنة والمسالمة ووضع القتال بينكم وبين الكفار في حال قوتكم وكثرة عَدَدِكُم وعُدَدِكُم، ﴿وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ﴾ أي: في حال علوكم على عدوكم، فأما إذا كان الكفار فيهم قوة وكثرة بالنسبة إلى جميع المسلمين، ورأى الإمام في المهادنة والمعاهدة مصلحة فله أن يفعل ذلك.
وقفة
[35] ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ﴾ قال ابن كثير: «أي في حال علوكم على عدوكم، فأما إذا كان الكفار فيهم قوة وكثرة بالنسبة إلى جميع المسلمين، ورأى الإمام في المهادنة والمعاهدة مصلحة، فله أن يفعل ذلك، كما فعل رسول الله ﷺ حين صده كفار قريش عن مكة ودعوه إلى الصلح، ووضع الحرب بينهم وبينه عشر سنين، فأجابهم ﷺ إلى ذلك».
وقفة
[35] ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ﴾ من كان على الحق فلا ينبغي أن تكسر نفسه، ويخضع للأمر الواقع، فرياح نصره ستهب لا محالة.
وقفة
[35] ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ﴾ تأييد الله لعباده المؤمنين بالنصر والتسديد.
وقفة
[35] تعلمنا سورة محمد أهمية النظر في العواقب: فالكفار في أول أمرهم كانوا قوَّة، ثم بدَّدها الله على أيدي المؤمنين ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ﴾.
عمل
[35] ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّـهُ مَعَكُمْ﴾ لا تشعر بالضعف، ليس لأنك قوي بنفسك أو لمساندة الآخرين لك، لكن لأن الله معك.
عمل
[35] ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّـهُ مَعَكُمْ﴾ اعتزَّ بالحق الذي معك ولا تضعف! فأنت تأوي إلى ركن شديد.
وقفة
[35] مظاهر الضعف في الأمة ينبغي ألا تعميها عما لها من عناصر القوة، وأقواها: علو مبادئها ومعية الله: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّـهُ مَعَكُمْ﴾، وهذا ما أدركه أعداؤها على أرض الواقع في ميادين الجهاد، مما جعلهم يسعون للحوار بزخم غير مسبوق، وما ذاك إلا ليحصلوا في ميدان الحوار ما عجزوا عنه في ميدان القتال.
وقفة
[35] المؤمن عزيز بإيمانه فلا يجبن ولا يضعف ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّـهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.
[35] ﴿وَاللَّـهُ مَعَكُمْ﴾ فيه بشارة عظيمة بالنصر والظفر على الأعداء.
وقفة
[35] ﴿وَاللَّـهُ مَعَكُمْ﴾ والله معكم، فلستم وحدكم، إنكم في صحبة العلي الجبار القادر القهار، وهو لكم نصير حاضر معكم، يدافع عنكم، فما يكون أعداؤكم هؤلاء والله معكم؟!
وقفة
[35] ﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ﴾ في لحظاتِ ضعفك، في نشوةِ قوتـك، في مختلف حالاتك؛ الله ﷻ يراك ويسمعك.
وقفة
[35] ﴿وَاللَّـهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ ما دمت متمسكًا بالله ونهجه؛ فالله لن يتركك، ولن يخذلك، وسيكون ركنك القوي الذي يحميك ويؤيدك، فليطمئن قلبك.
وقفة
[35] ﴿وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ وعد من الله بتسديد أعمال عباده وتوفيقهم للنجاح فيها، فتعبير عدم وتر الأعمال أي عدم نقصانها فيه كناية عن التوفيق فيها.