[2] ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ﴾ لا تعتمدوا على غير الله كما اعتمد هؤلاء على المنافقين؛ فإن من اعتمد على مخلوق أسلمه ذلك إلى صغاره ومذلته.
وقفة
[2] الوطن عزيز على النفس، فمن صور العذاب: الإخراج منه ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ﴾ اللهم احفظ ديننا ووطننا وأمننا.
وقفة
[2] ﴿مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا﴾ كم من همومٍ وآلامٍ كنَّا نَظُنُّ أنَّها استوطَنت فينا، أزالَها اللهُ رغمَ ظُنونِنا.
وقفة
[2] ﴿مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا﴾ هذا ظن الصحابة الذين هم أحسن الخلق ظنًّا بربهم بعد الأنبياء، وكانت عطية الله لهم فوق ظنونهم، ربك فوق الظنون مهما عظمت.
عمل
[2] خالف ظنهم مرادهم فلم يثن عزمهم ﴿ما ظننتم أن يخرجوا﴾! فإياك أن تقعدك الظنون عن السعي إلى مرادك.
وقفة
[2] يقول المنهزمون: اليهود قوة لن تقهر، ويقول اليهود: لدينا الجدران العازلة ﴿ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله﴾.
[2] ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّـهِ﴾ فأعجبوا بها وغرتهم، وحسبوا أنهم لا يُنالون بها، ولا يقدر عليها أحد واطمأنت نفوسهم إليها، ومن وثق بغير الله فهو مخذول، ومن ركن إلى غير الله فهو عليه وبال.
وقفة
[2] ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّـهِ فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾ مهما كان عدوك قويًا؛ فالله أقوى.
وقفة
[2] ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّـهِ فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾ قد يعلو أهل الباطل حتَّى يُظن أنهم لن ينهزموا، فتأتي هزيمتهم من حيث لا يتوقعون.
وقفة
[2] ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّـهِ فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾ وما زال اليهود كما كانوا بالأمس، حصون مادية، وجدران مناعية، وحمايات دولية، وحراسات عالمية، ومع كل هذا، فالهلاك مصيرهم بإذن الله.
عمل
[2] ﴿وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله﴾ لا تثق بغير الله، فمن وثق بغير الله خذل، ومن ركن إلى غيره خاب وخسر.
وقفة
[2] ﴿وَظَنّوا أَنَّهُم مانِعَتُهُم حُصونُهُم مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِن حَيثُ لَم يَحتَسِبوا﴾ وكم يظن الإنسان قوة فى نفسه، ثم يفاجئ بما لم يحتسب.
وقفة
[2] الاعتماد في الحماية والنصرة على المخلوقين؛ من أعظم أسباب الخذلان في أحرج الأوقات، تدبر: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّـهِ فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ﴾.
وقفة
[2] ﴿فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾ تحصنوا بالحصون فلم تنفعهم, من أراد الله ضره جاءه الضر من مأمنه, ومن لم يحصنه الله فلا حصن له.
وقفة
[2] ﴿فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا﴾ لا تغرنك خطط الأعداء ومكرهم، ففي قمة ثقتهم بالنصر يقلب الله الموازين، وتأتي الهزيمة من حيث لم يحتسبوا.
وقفة
[2] ﴿فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا﴾ هكذا الأعداء يخططون ويكدحون في سبيل إنجاحه حتى إذا ظنوا اكتمال المكر؛ فشلوا وانكشفوا.
وقفة
[2] عقوبة الله للظالمين تأتي غالبًا بطرق غير معتادة، وبوسائل لم تخطر في بالهم ﴿فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا﴾ ﴿وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون﴾ [النحل: 26].
وقفة
[2] عقوبة الله للأمم لا تستأذن، فإذا حانت ساعتها أوجد الله لها سببًا لا يخطر في بال أحد ﴿فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا﴾.
وقفة
[2] حين يخطط أعداء الدين ويحسبون حسابات للمستقبل، فإن المؤمن إذا قرأ: ﴿فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا﴾ يزدريهم وتذهب رهبتهم من قلبه ويطمئن لأمر الله.
تفاعل
[2] ﴿فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ﴾ استعذ بالله الآن من عقابه.
وقفة
[2] ﴿وقذف في قلوبهم الرعب﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِي المَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً» [البخاري 335] نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ: هو الخوف يقذف في قلوب أعدائي، مَسِيرَةَ شَهْرٍ: أي بيني وبينه مسيرة شهر.
وقفة
[2] ﴿يُخرِبونَ بُيوتَهُم بِأَيديهِم﴾ والبعض يخرب بيته بنفسه وبدون أى معاول للهدم، فقد يخربها بكلمة سيئة، وقد يخربها بتجاهل، وقد يخربها بإهانة وإذلال.
[2] ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ أي: تفكروا في عاقبة من خالف أمر الله، وخالف رسوله، وكذَّب كتابه؛ كيف يحل به من بأسه المخزي له في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من العذاب الأليم!
وقفة
[2] ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ القرآن يأمر ويمدح التفكرَ، والتدبر، والتذكر، والنظر، والاعتبار، والفقه، والعلم، والعقل، والسمع، والبصر، والنطق، ونحو ذلك من أنواع العلم وأسبابه وكماله، ويذم أضداد ذلك.
وقفة
[2] ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ من أعظم المواعظ وأشدها تأثيرًا على النفس: الاعتبار بالغير، ومن خذلان الله للعبد تعطيلُ هذا النوع من المواعظ البليغة في نفسه!
وقفة
[2] الداعية إن كان ذا فطنة؛ صار شوكة في حلوق خصوم الحق، وإن كان ذا غفلة صار كلبانة يمضغها ذوو اﻷهواء، ثم يلفظونها من قريب ﴿فاعتبروا يا أولي اﻷبصار﴾.