[2] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ قال الشعبي: «ما خطب خطيب في الدُّنيا إلا سيعرض الله عليه خطبته ما أراد بها».
وقفة
[2] ﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لاتفعلون﴾ هذا الآية من أدل الآيات على صدق العزيمة وهي أن يصدق قولك فعلك.
وقفة
[2] ﴿يَـٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفعَلُونَ﴾ ما أشدها على نفوس المؤمنين! رب لطفك وإعانتك.
وقفة
[2] ﴿يَـٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفعَلُونَ﴾ يالها من لفتة بليغة أن يصف الله عباده المذنبين بالإيمان! لأن الإيمان الحق يمنع الإنسان من مخالفة فعله لقوله.
عمل
[2] حدد عملًا صالحًا وطبقه، ثم أرسل رسالة لزملائك تحثهم على هذا العمل حتى تكون من العاملين بما تقول، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾.
[2] يستدل بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ وما بعدها، على أن من تكلم بالحق وعمل بخلافه أنه ممقوت مذموم، فهو أيضًا دليل على أن الحمد والعواقب الحميدة لمن توافق ظاهره وباطنه، وأقواله وأفعاله.
وقفة
[2] أنزل الله القرآن ليكون دستورًا نتبعه، ونظامًا نطبقه، فاكتفى أناس منا بتلاوة ألفاظه والتطريب في قراءته، وافتتاح الحفلات واختتامها به، وبين تلاوة الافتتاح وتلاوة الاختتام، ما لا يرضي الله ولا يوافق الإسلام ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾.
وقفة
[2] إذا كثر الكلام كثر النفاق؛ لأن النفاق القول بلا عمل، واللسان يقوى والجوارح تعجز ﴿ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون﴾.
[2] قال أحدهم: «كثيرًا ما أشعر بتأنيب لنفسي عند كسلي في القيام بما يجب علي مثلي، وأنا أقرأ قوله تعالي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾، فكنت إذا قلت قولًا، ثم تكاسلت في فعله أهذب نفسي بهذه الآية، فأفعل هذا الأمر من غير تكاسل، ولله الحمد».
وقفة
[2] ﴿لم تقولون ما لا تفعلون﴾ لم تقولون الخير وتحثون عليه، وأنتم لا تفعلونه؟!
عمل
[2] ﴿لم تقولون ما لا تفعلون﴾ تحدث بقدر استطاعتك على الفعل أو اصمت.
عمل
[2] ﴿لم تقولون ما لا تفعلون﴾ إذا طالت المسافة بين قولك وفعلك؛ فاحذر الضياع وعدم الوصول.
وقفة
[2] فرق بين من يقول لك بلسانه: «إنى أحبك»، ولا شاهد عليه من حاله، وبين من هو ساكت لا يتكلم، وأنت ترى شواهد أحواله كلها ناطقة بحبه لك ﴿لم تقولون ما لا تفعلون﴾.
وقفة
[2] محبة الله قائمة على العمل بما أمر، جاء في سورة الصف: النهي عن القول بلا عمل: ﴿لم تقولون ما لا تفعلون﴾، وفي سورة الجمعة: ذم الذين يعلمون وهم لا يعملون فشبهوا بالحمار: ﴿كمثل الحمار يحمل أسفارا﴾ [الجمعة: 5]، وفي سورة المنافقون: بيان الذين يزينون قولهم خلاف ما يظهرون: ﴿وإن يقولوا تسمع لقولهم﴾ [المنافقون: 4].
عمل
[2] ﴿لم تقولون ما لا تفعلون﴾ نفِّذْ جميع ما توعد به، ولا تجعلْ أعمالك مُخالِفة لأقوالك.