[2] ابتدئ بالتلاوة لأن أول تبليغ الدعوة بإبلاغ الوحي، وثني بالتزكية لأن ابتداء الدعوة بالتطهير من الرجس المعنوي وهو الشرك وما يَعْلق به من مساوئ الأعمال والطباع، وعقب بذكر تعليمهم الكتاب لأن الكتاب بعد إبلاغه إليهم تُبيّن لهم مقاصده ومعانيه.
وقفة
[2] غاية الكتاب في قوة فهمه والعمل به؛ فهي العلم المزين بالعمل، والعمل المتقن بالعلم: معقوله ومنقوله؛ ليضعوا كل شيء منه في أحكم مواضعه، فلا يزيغوا عن الكتاب كما زاغ بنو إسرائيل، فيكون مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارًا، ولو لم يكن له ﷺ معجزة إلا هذه لكانت غاية.
وقفة
[2] عظم منة النبي ﷺ على البشرية عامة وعلى العرب خصوصًا، حيث كانوا في جاهلية وضياع.
وقفة
[2] جعل الله هدايته للأميين وتزكيتهم آية كبرى توجب تسبيحه وتقديسه وذم أهل الكتاب علماءهم بتفريطهم وعامتهم بتقليدهم.
وقفة
[2] ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ﴾، في قوله: (مِّنْهُمْ) فائدتان: الأولى: أنه كأمته الأمية، لم يقرأ كتابًا، ولا خطه بيمينه، ومع ذلك أتى بهذا القرآن الذي ما سمعوا بمثله، وهذا برهان صدقه. والثانية: التنبيه على معرفتهم بنسبه، وشرفه، وعفته، وصدقه، بل لم يكذب قط، فمن لم يكذب على الناس أفيكذب على الله؟!
وقفة
[2] ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ﴾ إن قلتَ: ما وجهُ التقييدِ في بعث الرسول بكونهِ أمِّيًا منهم؟ قلتُ: مشاكلةُ حاله لأحوالهم، فيكون أقربَ إلى موافقتهم له، أو انتفاء سوء الظنِّ عنه، في أنَّ ما دعاهم إليه تعلَّمه من كتب قرأها، وحِكَمٍ تلاها.
وقفة
[2] ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ﴾ هؤلاء الأميُّون هم من عمروا الأرض بعد ذلك إيمانًا وعدلًا وعلمًا وعملًا! أرأيتَ أثر الوحي؟!
وقفة
[2] ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ تلاوة الآيات قبل التزكية؛ لأن أعظم منابع التزكية وأسبابها: تلاوة الآيات.
وقفة
[2] ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ أمة أميَّة هداها الله فقادت البشرية، قال قتادة: «كان هذا الحي من العرب أمة أمية، ليس فيها كتاب يقرؤونه، فبعث الله نبيه محمدًا رحمة وهدى يهديهم به».
وقفة
[2] ﴿هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الأُمِّيّينَ رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم﴾ من أوائل مراحل تزكية النفس الإنصات لتلاوات عطرة من نفوس راقية فتزيل غشاوة الجهل ويتسلل النور إلى قلبك
[2] ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ في جميع القرآن التلاوة قبل الزكاة لأن الزكاة منبعها وأُسها تلاوة الآيات.
وقفة
[2] ابتدئ بالتلاوة في قوله تعالى: ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾؛ لأن أول تبليغ الدعوة بإبلاغ الوحي، وثنى بالتزكية؛ لأن ابتداء الدعوة بالتطهير من الرجس المعنوي وهو الشرك، وما يعلق به من مساوئ الأعمال والطباع.
وقفة
[2] ﴿يتلوا عليهم آياته ويزكّيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾ العلم النافع الذي جاء به الوحي ما جمع هذه الخصال، فبقدر نقصها تضعف الرسالة.
وقفة
[2] مهمة الداعية تربية الناس علمًا وعملًا بالكتاب والسنة.
وقفة
[2] حفظ القرآن وفهمه والعمل به جاء في آيةٍ واحدة وهي: ﴿يتلوا عليهم آياته﴾ لفـظًا وحفـظًـا وتحفيـظًا، ﴿ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾ معنى، ﴿ويزكيهم﴾ بالتربية على الأعمال الصالحة، والتبرؤ من الأعمال الرديئة.
وقفة
[2] العناية بتزكية النفس ﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾.
وقفة
[2] ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ هذه الأمة حرَّر القرآن أرواحها من العبودية للأوثان الحجرية والبشرية، وحرر أبدانها من الخضوع لجبروت الكسروية القيصرية، وجلَّا عقولها على النور الإلهي، وطهَّر نفوسها من أدران الإسفاف.
وقفة
[2] ﴿وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ ضل فلان الطريق أي مشى في مكان لا يوصله لغاية، أو يوصله ضد غايته؛ لأن الضلال في الدنيا ليس فقط لا يوصل للغاية المرجوة، وهي الجنة، بل يوصل لشرِّ منها: النار.
وقفة
[2] قال الله عن العرب: ﴿وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾، مهما كان الماضي ففرصة التغير للأفضل مواتيه.
وقفة
[2، 3] رتب الله أتباع الرسول في الذكر على مراتبهم في الفضل، تأمل: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ﴾ هذا في الصحابة، ثم قال في التابعين: ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾، وهذا كقوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ﴾ [التوبة: 100].