[28] والمعنى: أن علمه سبحانه بالأشياء ليس على وجه الإجمال، بل على وجه التفصيل؛ أي: أحصى كل فرد من مخلوقاته على حدة.
وقفة
[28] ﴿لِّيَعْلَمَ﴾ ليعلم الله علم مشاهدة يترتب عليه الجزاء، وإلا فالله يعلم كل شيء قبل وقوعه، ومنه علمه أن الرسل قد أبلغوا رسالاته إلى خلقه.
وقفة
[28] عظمة الله وأنه محيط بكل شيء سبحانه وتعالى ﴿لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾.
وقفة
[28] تعلمني سورة الجن وأنا أقرأ: ﴿وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ﴾ أن أراقب ربي في أفعالي وأقوالي، وأحذر من مخالفة أمره، فلن أعجز الله في الأرضِ، ولن أعجزه هربًا.
وقفة
[28] ﴿وَأَحاطَ بِما لَدَيهِم وَأَحصى كُلَّ شَيءٍ عَدَدًا﴾ ماذا يقلقك بعد تلك الآية؟!
وقفة
[28] تفخر أكبر مراكز الإحصاء العالمية بجمع المعلومات في جانب معين، ويفوتها أنواع كثيرة من المعرفة، ولا تتجاوز بضعة قرون من الزمن، وربما بنت معلوماتها المستقبلية على توقعات تصيب وتخطئ، وكل هذا يتضاءل جدًّا حين يقرأ المؤمن كلام ربه الذي أثنى على نفسه، فقال: ﴿وَأَحاطَ بِما لَدَيهِم وَأَحصى كُلَّ شَيءٍ عَدَدًا﴾، فلا ماض، ولا حاضر، ولا مستقبل يخرج عن هذه الآية.
وقفة
[28] ﴿وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾ أحصى عدد أيامك، وعدد أنفاسك، وعدد حسناتك، وعدد سيئاتك، وعدد حركاتك وخطواتك، وعدد كل ما خطر أو لم يخطر ببالك، فهو المحصي سبحانه.
وقفة
[28] ﴿وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلمًا﴾ [طه: 98]، ﴿وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾ قال ابن عباس: «أحصى الله ما برَأ، وعرف عدد ما ذرَأ، فلم يَفُته علمُ شيء، حتى مثاقيلُ الذرِّ الخردل».